الفرق بين مشاريع الفئة الأولى والثانية والثالثة في التصريح البيئي: دليلك لفهم الأنظمة البيئية في المملكة

31 مايو 2025
Shokvat Team
الفرق بين مشاريع الفئة الأولى والثانية والثالثة في التصريح البيئي: دلي

في ظل التوجهات البيئية المتزايدة والاهتمام العالمي بالحفاظ على الموارد الطبيعية، أصبحت التصاريح البيئية أمرًا أساسيًا لأي مشروع صناعي أو تجاري أو عمراني في المملكة العربية السعودية. وتتفاوت هذه التصاريح بحسب نوع المشروع وحجمه وتأثيره المحتمل على البيئة، ولهذا قسّمت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة (التي اندمجت لاحقًا ضمن المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي) المشاريع إلى ثلاث فئات بيئية: الفئة الأولى، الفئة الثانية، والفئة الثالثة.

في هذا المقال، نستعرض الفرق بين مشاريع الفئة الأولى والثانية والثالثة في التصريح البيئي، ونقدم نظرة شاملة حول أهمية الالتزام البيئي، ودور الاستشارات البيئية والخدمات البيئية في تسهيل هذه العملية.


أولًا: ما هو التصريح البيئي؟

التصريح البيئي هو وثيقة رسمية تصدر عن الجهة المختصة (مثل المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي) تُمنح للمشاريع التي أثبتت التزامها بالمعايير والضوابط البيئية. يهدف هذا التصريح إلى تقليل الآثار السلبية على البيئة وضمان أن المشروع يستخدم الموارد الطبيعية بكفاءة ولا يضر بالصحة العامة أو التنوع الحيوي.

الحصول على التصريح البيئي يتطلب غالبًا إعداد دراسة تقييم الأثر البيئي، والتي تُقدَّم من خلال شركات أو جهات متخصصة تقدم استشارات بيئية معتمدة.

تقسيم المشاريع إلى ثلاث فئات بيئية

يعتمد تصنيف المشاريع البيئية إلى ثلاث فئات على عدة عوامل، من أبرزها:

  • حجم المشروع
  • طبيعة النشاط
  • موقع المشروع
  • نوع الملوثات المحتملة
  • حساسية البيئة المحيطة

1. مشاريع الفئة الأولى (المنخفضة التأثير)

تعريفها:

هي المشاريع ذات التأثير البيئي المحدود أو البسيط، وغالبًا لا تُحدث تغييرات جوهرية في البيئة الطبيعية المحيطة.

أمثلة على مشاريع الفئة الأولى:

  • ورش الحدادة أو النجارة الصغيرة
  • محطات الوقود ذات الحجم الصغير
  • مخازن المواد الغذائية
  • محلات صيانة السيارات

متطلبات التصريح:

  • تقديم نموذج بيئي مبسط
  • أحيانًا لا تحتاج إلى دراسة تقييم الأثر البيئي، بل يكفي التقرير البيئي المبدئي
  • لا تتطلب زيارات ميدانية معقدة أو قياسات متقدمة

الدور المطلوب من الاستشاري البيئي:

تقديم خدمات بيئية استشارية بسيطة مثل جمع بيانات الموقع، والتحقق من عدم وجود عناصر بيئية حساسة (مثل المياه الجوفية، أو المحميات).


2. مشاريع الفئة الثانية (المتوسطة التأثير)

تعريفها:

مشاريع ذات تأثير متوسط على البيئة، وقد تؤدي إلى بعض التغيرات البيئية إذا لم يتم التحكم بها. وتتطلب عادة تقييمًا أكثر دقة.

أمثلة على مشاريع الفئة الثانية:

  • مصانع الألبان ومصانع الأغذية متوسطة الحجم
  • مجمعات سكنية كبيرة
  • مشاريع صناعية في المناطق النائية

متطلبات التصريح:

  • تقديم دراسة تقييم أثر بيئي ابتدائية (IEE)
  • إعداد خطة لإدارة النفايات والمخلفات الصناعية
  • إجراء قياسات ميدانية أولية (مثل جودة الهواء، ومستويات الضوضاء)

الدور المطلوب من الاستشاري البيئي:

يتعين عليه تنفيذ دراسات بيئية تفصيلية تشمل جميع الجوانب الفنية، وتقديم حلول تخفيض الأثر البيئي.


3. مشاريع الفئة الثالثة (العالية التأثير)

تعريفها:

هي المشاريع الكبرى أو ذات التأثير الكبير على البيئة، سواء بسبب حجم الانبعاثات، أو استهلاك الموارد، أو تأثيرها على مواقع بيئية حساسة.

أمثلة على مشاريع الفئة الثالثة:

  • محطات توليد الكهرباء
  • مصانع الأسمنت والبتروكيماويات
  • المطارات والموانئ
  • مناجم المعادن

متطلبات التصريح:

  • تقديم دراسة تقييم الأثر البيئي المفصلة (EIA)
  • إجراء استقصاءات بيئية متقدمة تشمل جمع عينات، وإجراء اختبارات معمقة
  • عمل خطة تعويض بيئي أو برامج لإعادة تأهيل البيئة المتأثرة

الدور المطلوب من الاستشاري البيئي:

يجب أن يكون معتمدًا وذو خبرة واسعة، ويقدم خدمات بيئية متكاملة تشمل المراقبة البيئية بعد تشغيل المشروع.

أهمية الالتزام البيئي: أرقام وإحصائيات

وفقًا لتقارير المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، فإن:

أكثر من 73% من مخالفات المشاريع الصناعية في عام 2024 كانت نتيجة لعدم الحصول على التصريح البيئي أو مخالفة شروطه.

كما أن:

المشاريع التي التزمت بالتصاريح البيئية شهدت انخفاضًا بنسبة 48% في شكاوى السكان المجاورين بسبب التلوث أو الضوضاء.

هذه الإحصاءات تعكس الأثر الإيجابي الكبير للالتزام البيئي، ليس فقط على البيئة، بل أيضًا على السمعة المؤسسية وتقليل التكاليف القانونية والإدارية على المدى الطويل.


دور شركات الاستشارات البيئية

تلعب شركات الاستشارات البيئية دورًا حاسمًا في مساعدة أصحاب المشاريع على فهم المتطلبات وتطبيقها، وتشمل خدماتها:

  • إجراء دراسات تقييم الأثر البيئي
  • إعداد نماذج التصريح البيئي لجميع الفئات
  • تقديم خطط الإدارة البيئية
  • المراقبة البيئية والتدقيق البيئي الدوري
  • تأهيل العاملين وتدريبهم على الممارسات المستدامة

اختيار شركة استشارية مؤهلة يساهم في تسريع الإجراءات وتجنب التأخيرات أو الرفض من الجهات المختصة.


الأسئلة الشائعة (FAQ)

1. هل جميع المشاريع تحتاج إلى تصريح بيئي؟

نعم، أي مشروع له تأثير بيئي محتمل يحتاج إلى تصريح. لكن نوع التصريح ومتطلباته تختلف حسب الفئة التي ينتمي إليها المشروع.

2. كم يستغرق الحصول على التصريح البيئي؟

يتراوح الزمن بين أسبوعين إلى 3 أشهر حسب نوع المشروع والفئة، وسرعة استجابة الشركة الاستشارية، ومدى جاهزية البيانات.

3. ما العقوبات في حال عدم الحصول على التصريح البيئي؟

تتضمن العقوبات: إيقاف المشروع، غرامات مالية تصل إلى 500,000 ريال، والمساءلة القانونية أمام الجهات القضائية المختصة.

4. هل يمكن تحويل مشروع من فئة إلى أخرى؟

نعم، في حال تغيرت طبيعة النشاط أو توسّع المشروع، يمكن إعادة تقييم الفئة البيئية بالتنسيق مع الجهة المختصة.

5. هل توجد جهات معتمدة للاستشارات البيئية؟

نعم، المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي ينشر قائمة دورية بالشركات البيئية المعتمدة داخل المملكة.


الخاتمة

إن الالتزام بالحصول على التصريح البيئي ليس مجرد إجراء إداري، بل هو خطوة ضرورية نحو التنمية المستدامة وحماية البيئة. وفهم الفروق بين مشاريع الفئة الأولى والثانية والثالثة يساعد أصحاب الأعمال على التخطيط الجيد، وتفادي المخالفات، وتقليل التكاليف البيئية.

إن الاستعانة بالاستشارات البيئية المحترفة يُعتبر استثمارًا ذكيًا ينعكس إيجابًا على المشروع، والمجتمع، والبيئة معًا.